الأحد، 16 نوفمبر 2014

هل أنتِ كحبة البطاطا ، كالبيضة أم كالقهوة ؟

هل أنت كحبة بطاطا ، كالبيضة أم كالقهوة ؟
■ ذات يوم اشتكت إبنة إلى والدها الطبّاخ من صعوبة حياتها والبؤس الذي تعيش فيه ، وأسرّت له بأنها لا تدري ماذا تفعل بعد أن ملّت من مواجهة مشاكل الحياة التي كلّما حلّت وعالجت إحداها ، رمتها الدنيا بأخرى أكثر صعوبة دون أن يبدو أن للأمر نهاية. فما كان من الأب الطبّاخ إلا أن أخذ بيد ابنته ودخلا معاً إلى المطبخ. ثم تناول الأب ثلاث قِدر ووضع فيها الماء وأوقد تحتها ناراً قوية . 

ما أن بدأ الماء يغلي في القِدر الثلاث ، حتى قام الأب الطبّاخ بوضع حبة بطاطا في القِدر الأول ، ثم وضع بيضة في القدر الثاني ، وبعض حبوب القهوة المطحونة في القدر الثالث ، ثم ترك الماء يغلي في القدر الثلاث مرة أخرى دون أن ينطق بكلمة واحدة لابنته. 


راحت الإبنة تفكّر بما يفعل والدها دون أن تصل إلى نتيجة. وبعد مرور بعض الوقت أطفأ الأب الطبّاخ النار تحت القِدر الثلاث، وانتشل حبة البطاطا من الماء ووضعها في وعاء ، ثم رفع البيضة من الماء ووضعها في وعاء آخر ، ثم صفّى مسحوق القهوة ووضعه في فنجان. التفت الأب إلى ابنته ثم سألها "بنيتي ، ماذا ترين أمامك؟" أجابته الإبنة على استعجال ودون انتظار: "حبةَ بطاطا وبيضة وفنجان قهوة." 

طلب الأب الطباخ من ابنته أن تنظر مرة أخرى وأن تلمس حبة البطاطا وتخبره بما تلاحظ ، ففعلت وقالت له إن حبة البطاطا بدت طرية. ثم سألها أن تأخذ البيضة وتقشرها وتخبره بما تلاحظ. ففعلت وأخبرته أن البيضة أصبحت مسلوقة. سألها الأب أخيراً أن ترتشف قليلاً من القهوة. وما أن فعلت الإبنة ذلك حتى ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة وأنعش أريج القهوة سريرتها.

سألت الإبنة والدها عن قصده مما فعل. قال لها الأب الطباخ إن حبة البطاطا والبيضة وحبوب القهوة واجهت كل منها المحنة ذاتها وهي الماء الغالي ، لكن كل واحدة منها كان لها ردة فعل مختلفة. فحبة البطاطا التي دخلت قدر الماء الغالي قويةًَ وصلبةً خرجت منه طريةً وضعيفة. أما البيضة التي دخلت قِدر الماء ضعيفةً وواهنة ، فخرجت منه صلبةً قوية. لكن ردة فعل حبوب القهوة المسحوقة كانت المميزة. فبعد أن تعرّضت للماء الغالي ، غيّرت القهوة الماء وخلقت منه شيئاً جديداً. "فأي منها أنتِ بنيتي؟" سأل الأب الطبّاخ ابنته.

عندما تطرق المصاعب بابك ، كيف ستكون استجابتك وردة فعل؟ فهل أنتِ بنيتي كحبة البطاطا أم كالبيضة أم كالقهوة؟ 

إعداد وترجمة: حسام مدقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.